أول بيان لبشار الأسد بعد هروبه: هذا ما حدث في “حميميم” ودفعني للرحيل فورًا صوب روسيا
قال الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في أول تصريحات له منذ سقوط نظامه إنه لم يغادر سوريا “بشكل مخطط له”، و”لم يطلب اللجوء” إلى روسيا، حيث جاء ذلك بالتزامن مع تقرير لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، أن “الأسد” نقل نحو 250 مليون دولار نقدًا إلى موسكو عبر رحلات جوية.
وحسب موقع “الحرة”، في بيان نُشِرَ على حساب رئاسة الجمهورية الذي يبدو أنه لا يزال تابعًا للنظام السابق، نشر الحساب، الاثنين، بيانًا منسوبًا لـ”الأسد” الذي فرَّ إلى سوريا مع تقدُّم قوات المعارضة ودخولها دمشق في الثامن من ديسمبر.
وجاء في مقدمة البيان: “بعد محاولات عدة غير ناجحة لنشر هذا البيان عبر وسائل الإعلام العربية والأجنبية، كانت الطريقة الوحيدة المتاحة هي نشره على منصات التواصل الاجتماعي لرئاسة الجمهورية السابقة”.
وقال “الأسد” في البيان: “لم أغادر الوطن بشكل مخطط له كما أشيع، كما لم أغادر خلال الساعات الأخيرة من المعارك”، مشيرًا إلى أنه بقي في دمشق “يتابع مسؤوليته حتى الساعات الأولى من صباح الأحد”.
وأضاف: “مع تمدُّد الإرهاب داخل دمشق انتقلت بالتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية؛ لمتابعة الأعمال القتالية منها، وبعد الانتقال إلى حميميم تبين انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش”، على حد تعبيره.
وتابع أنه مع “تدهور الوضع الميداني في تلك المنطقة وتصعيد الهجوم على القاعدة الروسية نفسها بالطيران المُسيّر، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه، طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء الأحد، أي في اليوم التالي لسقوط دمشق، وبعد سقوط آخر المواقع العسكرية وما تبعه من شلل باقي مؤسسات الدولة”.
واعتبر أنه “خلال تلك الأحداث لم يطرح هو ولا أي جهة موضوع اللجوء أو التنحي، والخيار المطروح كان استمرار القتال دفاعًا في مواجهة الهجوم الإرهابي”.
وأضاف “الأسد” في بيانه الجديد: “في هذا السياق، أؤكد أن من رفض منذ اليوم الأول للحرب أن يقايض خلاص وطنه بخلاصه الشخصي، أو يساوم على شعبه بعروض وإغراءات شتى هو ذاته من وقف مع ضباط وجنود جيشه على خطوط النار الأولى”.
وكان تقرير لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، أكد أن نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد نقل نحو 250 مليون دولار نقدًا إلى موسكو عبر رحلات جوية خلال فترة لا تتجاوز عامين، مقابل مساعدات عسكرية وسلع روسية.
وقالت الصحيفة التي اطلعت على سجلات تؤكد عملية نقل النقود إلى روسيا، إن “الأسد” قام بذلك في حين كانت تعاني البلاد نقصًا شديدًا في العملات الأجنبية.
وأضافت أن “الأسد طار بأوراق نقدية تزن ما يقرب من طنين من فئة 100 دولار و500 يورو إلى مطار فنوكوفو في موسكو؛ لإيداعها في البنوك الروسية الخاضعة للعقوبات، بين عامي 2018 و2019”.
وأوضحت أن تلك الفترة تزامنت مع اعتماد سوريا على الدعم العسكري للكرملين، ولجوء عائلة الأسد إلى شراء العقارات الفاخرة في موسكو.
وقال دافيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى بين عامي 2019 و2021: إن التحويلات لم تكن مفاجئة بالنظر إلى أن نظام “الأسد” يرسل الأموال بانتظام إلى خارج البلاد؛ بهدف “تأمين مكاسبه غير المشروعة في الخارج”.
تعليقات الزوار ( 0 )